21‏/07‏/2011

نصب الحريه للفنان العراقي جواد سليم

قليل منا يعرف تاريخ وتفاصيل ومعالم هذا النصب ومتى وكيف ولماذا تم بناءه  والى اي شيئ تشير الرموز التي رسمت عليه .
نحن ولدنا وشاهدنا هذا النصب موجود لكن لسنا ندري الاسباب لتشييد هذا النصب ؟ كثير ما اسمع عن نصب الحريه في بغداد فأثارت لدي الفضول لمعرفة تفاصيل هذا النصب بحثت في عدة مواقع جوجل وغيرها وكثيرا من المواضيع التي تناولت هذا النصب فأحببت ان اوجز مااطلعت عليه عليكم من تاريخ لهذا النصب للفنان جواد سليم .
نصب الحريه :
يجسد احداث ثوره 14 تموز 1958 في العراق قام بتصميمه وانجازه الفنان العراقي جواد سليم بالاشتراك مع المعماري رفعت الجادرجي.
يتكون النصب من 14وحده برونزيه يرمز عددها الى تاريخ الثوره في 14 تموز و يضم 25 شخص بلااضافه للحصان والثور بهيئه  روايه متسلسله الاحداث تبدا بمظاهر الغليان والغضب الجمايري وتنتهي بتحقيق الثوره , وان الوحدات البرونزيه ابتدات من اليمين الى اليسار كما في الكتابه العربيه فتظهر للمشاهد لها بانه يقرا الاحداث الثوره بلعربي .
وبعد ثوره 14 تموز كلف مجلس امانه العاصمه الاستاذ رفعت الجادرجي بوضع تصميم هذا النصب التذكاري لتخليد ثوره 14 تموز , كان موقع نصب 14 تموز قد عينه مجلس امانه العاصمه في صباح ذلك اليوم بالذات الذي وقع فيه التكليف,والموقع هو حديقه غازي(الامه لاحقا)في الباب الشرقي,فتقرر ان تكون اللافته بطول عرض الحديقه باسره اي خمسين مترا وارتفاع اللافته عشر امتار ويكون ارتفاعها عن مستوى الارض سته امتار وتملاء هذه اللافته بأشكال برونزيه تمثل يوم 14 تموز
وقد تم ترتيب الرموز البرونزيه على النحو التالي(الحصان,رواد الثورات,الطفل,الباكيه,الشهيد,ام وطفلها,المفكر السجين,الجندي,الحريه,السلام,دجله و الفرات,الزراعه,الثور,الصناعه)

في البدايه نلاحظ  الحصان وهو رمز عربي كثيرا مايرمز للاصاله والشجاعه والقوه حيث يبدو الحصان هنا مفعم بالحيويه يرقد على قائمته الخلفيتين بعد ان القى براكبه,وحول الحصان يوجد ثمه رجال يبدو عليهما التوتر الشديد ربما كان يرمز الى الجماهير الكادحه..وبعد ان كانت الحركه مضطربه تتجه نحو اليسار وتنتظم نابضه بالعزيمه و الاصرار بصوره انسان يتقدم بصوره واسعه الى الامام وبعدها ترتفع اللافتات والرايات الجديده في السماء(رواد الثورات)

ثم امراه مشحونه بالانفعال والغضب والحزن(الباكيه)


منظر الشهيد وهو محمول من قبل الجماهير وبعد ذلك يظهر لنا منظر الام التي تحتضن ابنها الشهيد وتبكي عليه(الام وطفلها)



بعد ذلك يصل الى الجزء الاوسط وهو الجزء الاهم في النصب حيث يشير الى نقطه التحول ويتالف من ثلاثه تماثيل على اليمين يطالعنا تمثال السجين السياسي(المفكر السجين)حيث تبدو الزنزانه في هذا المشهد على وشك الانهيار تحت تأثير رجل مزقت ظهره السياط

ولكن القضبان لاتنفصل في النهايه الا باصرار رقوه وجهد(الجندي)الذي يظهر في الوسط وذلك اعترافا بأهميه دور الجيش في ثوره(1958)

بعد ذلك تنقلب صفحة المعاناة والمأسي لتحل صفحة السلام والازدهار والحريه حيث تظهر لنا امراه تمسك مشعلا وهو رمز الحريه الاغريقي وتندفع نحو محررها(الحريه)
بعد الانفعال ياتي الهدوء فيتوقف الغضب والمواجع وتحل الراحه والسكينه في القلوب وتتحول القضبان الحديديه الى اغصان(السلام)

نهرا(دجله والفرات)اللذان يعتبران العمود الفقري لحضاره وادي الرافدين لم يغيبا عن النصب ايضا,حيث يفسر البعض ان (دجله الذي يعني في اللغه العربيه اشجار النخيل والفرات بمعنى الخصب)تمثلهما امراتان احداهما تحمل سعف النخيل و الاخرى حبلى

ثمه فلاحان يرمزان الى العرب والاكراد احدهما في زي سومري والثاني برداء اشوري وهما يتطلعان نحو رفيقهما دجله والفرات ويحملان مسحاة واحد فيما بينهما تعبيرا عن وحده البلد الذي يعيشان في كفنه وكذلك هنالك رمز عراقي اخر وهو الثور الذي يعد رمز سومر بينما يظهر الجانب الصناعي في اقصى اليسار على هيئه عامل مفعم بالثقه في اشاره الى(الزراعه والثور والصناعه)

تم انجاز هذا العمل 1961 ................


هناك 3 تعليقات:

  1. موضوع جميل وراع كلش,,,,,,,, شكرا جزيلا

    ردحذف
  2. شكرا ع الوصف والتوصيف ولو ان مراد المبدع جواد سليم يفوق هذا الوصف بكثير لأنه ابتكر وحقق المعاناة ووجد الحلول الشافية الوافية لها بريشته ونحته الأخاذ حيث لم تستطع ظلمة السجون ومراقبة العيون أن تطفئ شعاع فكره المتوهج، وتكبيل حراكه السياسي الفاعل والمنظم لتحقيق هذه الشمولية متجسدة ب ( العدالة الانتقالية ) في مفهومها الحديث .

    ردحذف