02‏/08‏/2011

المسحراتي و رمضان



عاد رمضان جاء زائرنا المنتظر كل سنه يزورنا شهر كامل ليحل علينا من بركاته وخيراته ضيف خفيف الظل ومحمل لنا بعاداته وتقاليده والاشياء الصغيره الجميله وبلرغم من معاناة الصائميين في هذا الشهر ألا ان الاجواء الروحانيه فيه تزيل التعب,رؤيت مأدبه الافطار وما فيها من طيبات الاكل والمشروبات وتجمع الاقارب والعائله الواحده ولم الشمل وكثرت الزيارات والعزائم وتداول الافطار بين الجيران وغيرها الكثير كلها تجعل من رمضان مميز عن بقية الشهور,ومن عادات رمضان التي احب ان اتكلم عنها المسحراتي ومن منا لا يحب المسحراتي صغار وكبار ,,,انتظر رمضان من اجل رؤية المسحراتي عجيب امر هذا الرجل اليكم جزء من تاريخ ظهور هذه العاده ومتى ظهرت اول مره مهنة المسحراتي :

 مهنة المسحراتى..ارتبطت بهذا الشهر الكريم ومنذ عهد الرسول وكان بلال بن رباح رضى الله عنه ..أول مسحراتى فى التاريخ الاسلامى اذ كان طوال الليل يجوب الشوارع والطرقات لايقاظ الناس للسحور بصوته العذب وكان المصطفى  يقول ان بلالآ ينادى فكلوا واشربوا حتى ينادى ابن أم مكتوم  وكان ابن أم مكتوم هو الذى يتولى أذان الفجر ..ومنذ ذلك التاريخ أصبح المسحراتى مهنة رمضانية ..وقد أشتهر من ارباب هذه المهنة الزمزنى،فى مكة حيث كان يصعد الى المئذنه ليعلن بدء السحور حاملآ قنديلين كبيرين كى يشاهده من لا يسمع النداء
أما فى مصر فكان أول من قام بمهمة ايقاظ الناس للسحور هو الوالى عنتبة بن اسحاق ..سنة 832هـ وكان يسير على قدميه من مدينة العسكر فى فسطاط مصر القديمة ..حتى مسجد عمروبن العاص تطوعا..وكان ينادى عباد الله تسحروا فان فى السحور بركة ومنذ تلك الفترة أصبحت مهنة المسحراتى فى مصر تلقى احتراما  وتقديرا بعد ان قام بها الوالى بنفسه وفى العصر العباسى كان المسحراتى ينشد شعرآ شعبيآ يسمى القوما وربما كان ذلك عائدآ الى ازدهار فن الشعر فى هذا العصر وفى العصر المملوكى كادت مهنة المسحراتى ان تختفى تماما
لولا ان الظاهر بيبرس أعادها
تطورت بعد ذلك ظاهرة التسحير على يد أهل مصر؛ حيث ابتكروا الطبلة ليحملها المسحراتي ليدق عليها بدلا من استخدام العصا، هذه الطبلة كانت تسمى "بازة" وهي صغيرة الحجم يدق عليها المسحراتي دقات منتظمة، ثم تطورت مظاهر المهنة فاستعان المسحراتي بالطبلة الكبيرة التي يدق عليها أثناء تجوله بالأحياء وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة، ثم تطور الأمر إلى عدة أشخاص معهم طبل بلدي وصاجات برئاسة المسحراتي، ويقومون بغناء أغان خفيفة حيث شارك المسحراتي الشعراء في تأليف الأغاني التي ينادون بها كل ليلة.
ومن أشهر هذه الأشعار:
اصحى يا نايم وحد الدايم..
وقول نويت بكرة إن حييت..
الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم..
ولما للمسحراتي من طقوس وأشعار , فقد أصبح شخصية محببة للصغير قبل الكبير، وقد ارتبط فانوس رمضان بالمسحراتي؛ حيث كان الأطفال يحملون الفوانيس حول المسحراتي في الليل ويغنون على أنغام الطبلة مثل:
حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو..
فك الكيس وإدينا بقشيش..
يا تروح ما تجيش يا حالو..
ومن مصر انتشرت هذه المهنة في الولايات الإسلامية، فقد كان أهل الشام ذوي طقوس خاصة تحيط بالمسحراتي؛ حيث كان المسحراتية في الشام يطوفون على البيوت وهم يعزفون على العيدان والصفافير وينشدون الأغاني الخفيفة.
وفى بغداد كان "ابن نقطة" أشهر من عملوا بالتسحير، حيث كان موكلا إليه إيقاظ الخليفة الناصر لدين الله العباسي، فقد كان ابن نقطة يتغنى بشعر يسمى "القوما" مخصص للسحور، وهو شعر شعبي له وزنان مختلفان ولا يلتزم فيه باللغة العربية، وقد أطلق علية اسم القوما لأنه كان ينادي ويقول: "يا نياما قوما.. قوما للسحور قوما"، وقد أعجب الخليفة بسلامة ذوقه ولطف إشارته وأعطاه من الأجر ضعف ما كان يأخذه أبوه.
ويضيف الدكتور قاسم: لقد جذبت شخصية المسحراتي بعض الرحالة والمستشرفين الذين زاروا مصر على مر العصور؛ حيث تحدثوا عن تقاليده وشغف المصريون به، فالرحالة المغربي "ابن الحاج" الذي جاء إلى مصر في العصر المملوكي في عهد الناصر محمد بن قلاوون تحدث عن عادات المصريين وجمعها في كتاب وقال عن المسحراتي مبديا دهشته واستغرابه مما شاهد: إنه تقليد خارج عن الشرع لم يعرفه في بلاده، وذكر أن المسحراتي ينادي ويغني في شوارع القاهرة، أما في الإسكندرية فيطوف ويدق على البيوت بالعصي.

***
أما أبرز من تحدث عن المسحراتي فهو المستشرق الإنجليزي "إدوارد وليم لين" الذي زار مصر خلال القرن التاسع عشر في عهد محمد علي، وقد شغف شغفا كبيرا بعادات وتقاليد المصريين؛ حيث عاش بها فترة طويلة وتعلم اللغة العربية، وقد ذكر لين كيفية احتفال المصريين بقدوم رمضان، وتحدث عن عادات المسحراتي، بل إنه ذكر نصوص الأغاني التي يتغنى بها والنوتة الموسيقية الخاصة بكل أغنية.

المسحّراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحّراتي جولته الّليلية في الأحياء الشّعبية موقظاً أهاليها للقيام على ضرب طبلته وصوته الجميل يصدع بأجمل الكلمات مما يضفي سحرا خاصّا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم:
'
يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله
يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك
قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم'
ويقوم بتلحين هذه العبارات بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلى طبلته. وقديماً كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة ، فيوالي الضّرب على طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق