20‏/03‏/2012

أنها بغداد !!!


بغداد كعبة العلماء أسم كان للكون كله منارة كان للعلم شمس وعنوان، بغداد التي لم تخلو قصيدة من أسمها... ولم يبرز عالم إلا ونهل من نهر علمها وبحر خيرها، كان أسمها عنوان العراق...
أين ما ذكرت أسمها وقف الجميع إحتراما لها، إحتراما لمكانتها، إحتراما لعلمها، إحتراما لمن تخرج من مدارسها وجامعاتها، إحتراما لقبابها ومنائرها،

إحتراما لتاريخها وقادتها، إحتراما لعمارتها الفريدة.


في بغداد لم أسمع كلمة محجبة بل سمعت البوشية والعباية وعشت عصر الميني جوب وشرطة الآداب والخنافس، في بغداد كان بائع الحليب العادي والمعقم يطرق بابنا صباح كل يوم،

بغداد كانت جنة، في بغداد كان الخضار والجمال مميزا، كان الحب والغزل والإنفتاح، كان العلم والدين والخمر والليالي الملاح كلها تسير في خطوط متوازية ولا تتقاطع أبدا.


في بغداد كان اليهودي أخو المسلم وكان الكردي أخو العربي وأخو التركماني في بغداد كان اليزيدي يمارس طقوسه وكان الصابئي يتوضأ في دجلة
في بغداد عرضت أرقى المسرحيات وعلى شاشات سينماتها عرضت أروع الأفلام، زارها كبار العظماء والملوك والسلاطين والرؤساء، وعلى أرض بغداد أنشد عمالقة الغناء أروع القصائد وأجمل الألحان، على بغداد مرت أشد الأزمات وأمر وأشرس الغزوات، غزتها أعاصير الشر وفلول الحقد والإجرام.
في بغداد صار لون دجلة
أزرق في يوم من الأيام عندما أنتقم الغزاة من مكتبة بغداد قبل أن يقتلوا أهل بغداد لأن العلم والكتاب كان هو رمز بغداد وقلب بغداد وروح بغداد، في بغداد للمتنبي شارع أنجب العظماء وعلم كبار العلماء، كانت
القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد وأهل بغداد تقرأ.
في بغداد كان كل شيء محلل الا الدم فهو حرمة الحرمات، في بغداد ولدت وأول ما سمعت كانت حروف الحب أبو نؤاس، الرشيد، المنصور، المتنبي، فيصل، الباشا، ، الأنكليز، كلية بغداد، طب بغداد، جامعة بغداد، مطار بغداد، جواد سليم، سليمة (باشا) مراد، ناظم الغزالي،

يوسف عمر، القبنجي، الجواهري، الرصافي
كهوة الزهاوي، فندق السندباد. سميراميس. الرشيد. تايكرس بالاس، لندن، بيروت، الشام، عيد الجيش، عاشور تمن وقيمة، الكريسماس، عيد راس السنة، المعهد البريطاني، المركز الثقافي الفرنسي، الخطوط الجوية العراقية، البصرة، جزيرة السندباد، شقلاوة، صلاح الدين،
في مدرستي وفي صفي كان صديقي يهودي أسمه صباح حسقيل واللآخر أسمه نمير ناجي، وكان يجلس جنبي على نفس الرحلة (المقعد) فكري أبن زرياب العراق جميل بشير، مديرة المدرسة كانت لبنانية الأصل لها هيبة وسطوة لايجاريها فيها أكبر عتاة العصر. في المدرسة تعلمنا الأنكليزية قبل العربية، تعلمنا الحب قبل الكراهية، تعلمنا أن هناك أديان وليس دين واحد، تعلمنا الموسيقى والرياضة ولم نسمع
أبدا أن هناك مذاهب تكره بعضها، كان معنا الأرمن، التلكيف،

الآشورين وكان ملاصقا لجدار مدرستنا مدرسة للراهبات خاصة بالبنات وبيت شيخ يزيدي لاأذكر أسمه شاهدت عنده مره طاوس من معدن الصفر (النحاس المطروق)
في بغداد كان جارنا من اليمين كردي ومن اليسار مسيحي ومن بعد داره كان هناك ثلاث دور واحد لأرمني وأثنان للكلدان ومن خلف دارنا كان دار أبو عمر التركماني كنت أرى فسيفساء العراق كله يحيط بي من كل جانب ولم أكن أشعر بالفرق بين هذا وذاك. في بغداد نشأت ولم أتعلم غير الحب والوئام والثقافة دينا، ترعرت ولم يدوي في أذني مع نبضات قلبي سوى أسم بغدادكانت بغداد هي الشهيق وهي الزفير،
كانت بغداد هي المن والسلوى،



لبنان وبيروت دمرت كلها وعمرت
وبغداد تدمر يوما بعد يوم و لاتعمر ؟؟؟
هل هو النصيب أم أنه القدر الأشر ؟؟؟
بغداد والفقهاء سابقا...
التي تكالب عليها العلماء أنقضت عليها كل غربان الشر
وأساتذة الذبح وفقهاء الفرقة والجهل والتخلف،

 أين وصلت بغداد وأين أوصلتم بغداد يا أهل بغداد
وسادة بغداد؟؟؟

منقول( حسين العامري )

هناك 4 تعليقات:

  1. لا جواب عندي ! و قتل حتى السؤال

    ردحذف
  2. شركة تنظيف شقق بمكة
    نقدم لكم افضل شركة تنظيف شقق بمكة بافضل الاسعار و الاساليب الصحية الامنة .. فقط تواصل الان
    شركة تنظيف كنب بمكة
    http://elmnzel.com/cleaning-makkah/

    ردحذف

  3. شركة تنظيف بالمدينة المنورة
    يمكنك الان الحصول على النظافة الكامله فى منزلك من خلال شركة تنظيف بالمدينة المنورة حيث تقوم بتنظيف المنازل و الشقق و الفلل و تنظيف الموكيت و المفروشات و المجالس فيمكن ان تسلم المنزل الينا وتحصل على نظافة شامله جميع محتويات المنزل فهى ايضا شركة تنظيف شقق بالمدينة المنورة مضمونة فيتم ارسال فريق عمل الى المنزل لديه المهاره و الخبرة فى كيفية تنظيف المنازل و الشقق و القضاء على الاتربه و الميكروبات
    تنظيف شقق بالمدينة المنورة
    https://maliek.net/cleaning-medina/

    ردحذف